فلسطين أون لاين

عمليات نوعية تشل مطارات كيان الاحتلال وموانئه

تحليل: الضربات اليمنية دعمًا لغزة تعيد تشكيل الردع وتقوض أمن الاحتلال

...
تحليل: الضربات اليمنية دعمًا لغزة تعيد تشكيل الردع وتقوض أمن الاحتلال
غزة- صنعاء/ علي البطة

في تصعيد نوعي، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء أول من أمس، تنفيذ عملية عسكرية واسعة استهدفت عدة مواقع حيوية في كيان الاحتلال الإسرائيلي، من بينها مطار "رامون"، الذي ضربته طائرة مسيرة، أدت إلى إصابة مباشرة داخل قاعة المسافرين وتعطيل حركة الملاحة فيه.

وجاء في بيان القوات المسلحة اليمنية أن العملية شملت إطلاق 8 طائرات مسيرة، استهدفت مواقع متفرقة في النقب، وعسقلان، وأسدود، ويافا المحتلة، ومطار اللد، وأكدت أن الضربات حققت أهدافها بنجاح، رغم وجود منظومات دفاعية إسرائيلية وأمريكية متقدمة، فشلت في التصدي لعدد من الطائرات.

وصباح أمس، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال، عن محاولة جديدة لثلاث مسيرات أُطلقت من اليمن واخترقت أجواء كيان الاحتلال، تم اعتراضها وفق زعم الاحتلال، إلا أن مشاهد ارتباك الحركة الجوية واستمرار تعطيل الملاحة في ميناء إيلات أظهرت مدى تأثير هذه العمليات.

استراتيجية دقيقة تستهدف "منافذ الكيان"

الضربات اليمنية خلال الأسابيع الأخيرة تركزت على المنافذ الحيوية للكيان الإسرائيلي، بدءا من المطارات والموانئ، وصولا إلى المنشآت اللوجستية والمواقع العسكرية الحساسة. وتشير خارطة الأهداف إلى سياسة ممنهجة تهدف إلى شل حركة الكيان على الصعيد الجوي والبحري والتجاري، خاصة عبر ميناء إيلات ومطاري رامون واللد.

ويقول حميد عنتر المحلل السياسي والإستراتيجي اليمني، إن الضربات اليمنية تأتي ضمن إستراتيجية ردع شاملة تستند إلى مبدأ "لا أمن ولا استقرار للاحتلال ما دام العدوان على غزة قائمًا"، مشددا على أن اليمن ماض في خيارات تصعيدية تشمل ضرب أهداف استراتيجية لم تُمس بعد، ما لم يتم وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.

من جهته، يرى المحلل السياسي اليمني الدكتور وليد الماس أن الضربات اليمنية تظهر تحولا نوعيا في ميزان القوى، إذ باتت اليمن قوة لا يستهان بها في المعادلة الإقليمية، وأثبتت أن دعم غزة ليس مجرد موقف عاطفي، بل فعل عسكري مباشر يطال عمق الكيان المحتل.

إعادة تشكيل ميزان الردع

ويتفق المحللان على أنه منذ بدء العمليات اليمنية ضد كيان الاحتلال في أكتوبر ٢٠٢٣، برزت تغيرات جوهرية في المشهد الاستراتيجي، تمثلت في، إغلاق ميناء إيلات وخنق الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وشل الحركة الجوية في أكثر من مطار، أبرزها مطار رامون (إيلات) ومطار اللد (بن غوريون)، وتزايد الخسائر الاقتصادية نتيجة اضطراب الخطوط التجارية وتأخر وصول السفن والبضائع، وكسر هالة الردع الإسرائيلي أمام أطراف غير تقليدية.

ويؤكد عنتر لـ "فلسطين أون لاين"، أن العالم كله ضد الكيان الصهيوني الآن، وتمت إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام الدولي، مشيرا إلى أن الحصار البحري اليمني أحد أقوى أدوات الضغط على الاحتلال.

أما الماس فيرى أن العمليات اليمنية برهنت على هشاشة الدفاعات الإسرائيلية، وأربكت المجتمع الصهيوني داخليا، حيث عادت مشاهد الخوف والهلع إلى المستوطنات.

عجز إسرائيلي

رغم العدوان الجوي الإسرائيلي الذي استهدف صنعاء وبعض المواقع اليمنية في الآونة الأخيرة، يستبعد المحللون نشوب حرب شاملة مباشرة بين الطرفين في المدى القريب، إذ يدرك الكيان أن الدخول في مواجهة مفتوحة مع اليمن سيعني استنزافا طويلا وخسائر غير مضمونة.

ويقول الماس، رغم استهداف الكيان للبنية التحتية المدنية والإنسانية في اليمن، إلا أنه يفتقر للقدرة على خوض مواجهة برية أو مباشرة مع أنصار الله، لذلك قد يلجأ إلى استخدام أدوات إقليمية ومرتزقة.

ويؤكد الماس أن الرسالة اليمنية واضحة، من يدعم الكيان، سيكون شريكا في تحمل نتائج الحرب، داعيا دول الإقليم إلى إعادة النظر في حساباتها، خصوصا بعد فشل أميركي-إسرائيلي مشترك في حماية خطوط الملاحة في البحر الأحمر.

من جانبه، يرى عنتر أن اليمن قادر على خوض معركة طويلة الأمد، مشيرا إلى أن اليمن يمتلك مخزونا استراتيجيا من الصواريخ الفرط صوتية، ومسيرات محلية التصنيع، مؤكدا أن اليمن مكتف ذاتيا عسكريا وقادر على الصمود لعشرين عاما، إذا تطلب الأمر.

ويستبعد عنتر توسع المواجهة حاليا، لأن أنصار الله يحددون أهدافهم بدقة، ولا يستهدفون الملاحة الدولية، بل فقط السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي أو الداعمة لها لوجستيا. ومع ذلك، فإن أي دعم إقليمي أو دولي للاحتلال لن يبقى في مأمن.

المصدر / فلسطين أون لاين